ارتکاب أخف الضررين وتقديم أعلى المصلحتين (دراسة تفسيرية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الأزهر

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، الحي الذي لا إله إلا هو، والصلاة والسلام على خير خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد...
فإن المصالح التي تُقِيم حياةَ العبد عاجلاً وآجلاً لا يعرفها حقَّ معرفتها إلا الله،ولذا أنزل القرآنَ الکريم ليرتقي بحياة العباد من جميع الأبعاد، وحقق به الباري عز وجل مصالحهم، ودفع عنهم في العاجل والآجل کلَّ أنواع الفساد، وقادهم لذلک على أحکم وجه وأنقى صورة.
ومَن فَهِم مقاصد الکتاب الکريم علم أن کل مأمور به ففيه مصلحة الدارين أو إحداهما، وکل منهي عنه ففيه مفسدة فيهما أو في إحداهما.
وليس ذلک خاضعًا لحب الإنسان وکرهه؛ فقد يکره شيئًا وفيه نفعه، وقد يحب شيئًا وفيه هلاکه.
وشأن کثير من الناس الغفلة عن ذلک، مع أن التعرُّف عليه يعين على امتثال أمر الله تعالى، فإذا تحقق عند العبد أن الله تعالى لا يريد إلا الخير له، امتثل أمره، وتحقق حبه في قلبه.
ولذا يجب على العالم أن يفسر النصوص في ضوء أعلى المصالح التي جاءت لتحقيقها؛ ليحمي مصالح الخلق، وليدفع الضرر عنهم.
وهذا البحث يبين ذلک في ضوء کلام سادتنا المفسرين عليهم رضوان الله؛ فإنهم ينطلقون من تصوُّر شامل للآيات، بخلاف الفقهاء رضي الله عنهم؛ فإنهم يهتمون بمعالجة الأحکام التي يقتصر عليها الباب الذي يبحثون فيه.
والصلاة والسلام على خير الأنام، والحمد لله رب العالمين.