الوعد بکثرة النسل فى العهد القديم وأثره على الفکر اليهودى دراسة نقدية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الأزهر

المستخلص

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وبعد
 فهذا بحث بعنوان ( الوعد بکثرة النسل في العهد القديم وأثره على الفکر اليهودي دراسة نقدية ) بينت فيه تأصيل العهد القديم لهذا الوعد من خلال النصوص الدالة عليه منذ الوجود البشري مع آدم – عليه السلام – ، واستمراراً مع نسله بعد الطوفان ونهاية بحصر الوعد بکثرة النسل في يعقـوب – عليه السلام – واختصاص بني إسرائيل بها دون سواهم . ناقضاً هذا الحصر ببيان شمولية الوعد لکل نسـل آدم ونوح – عليهما السلام –، وأحقية نسل إبراهيم – عليه السلام – جميعاً في هذا الوعد دون تخصيص .
کما أوضحت أثر هذا الوعد على الفکر اليهودي من خلال مظاهر عدة ، أبرزها: استخدام وسائل غير مشروعة لتحقيق کثرة النسل ، واعتبار عدم الإنجاب مذلة وعاراً ، والمبالغة العددية لنسل بني إسرائيل أثناء خروجهم من مصر ، وسن القوانين الداعية لکثرة النسل عند اليهود ، ودعوة غيرهم إلى تحديد النسل ، وتدعيم سياسات تحقق أغلبية عددية لليهود على غيرهم .
ثم أثبت بعد ذلک عدم تحقق هذا الوعـد لبني إسرائيل من خلال نصوص العهد القديم نفسه ، واستقراء الواقع المعاصر لأعداد اليهود ، لا سيما من خلال الدراسات العلمية الحديثة التي أثبتت نسبة الخصوبة العالية للمرأة العربية ، والتي تبلغ أربعة أضعاف نسبة الخصوبة عند المرأة اليهودية . ومن ثم فإن من أهم النتائج التي يرنو إليها هذا البحث أن الوعد بکثرة النسل کلام لا أساس له من الصحة ، لا يؤيده دليل علمي ولا شهادة من الواقع ، فهي مجرد ادعاءات باطلة وأوهام کاذبة لا علاقة لها بالوحي الإلهي، نسجها أصحابها من خيالهم المريض لتبرير سلوکياتهم العنصرية تجاه غيرهم .