إلقـاء خطبـة الجمعـة وعوامل نجاحه « دراسة تأصيلية تحليلية »

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الأزهر

المستخلص

يهدف البحث إلى : تقويم ألسنة الخطباء الدعاة إلى الله تعالى، وإلى الإسلام, وتنمية الذوق الأدبي والبلاغي لديهم, وإقبال الجمهور للاستماع إليهم، ومضاعفة الانتفاع بخٌطَبهم، بما تتضمنه من علم، وأسلوب يجمع بين الفصاحة والبلاغة .
والبحث يتناول : إرشاد الخطباء الدعاة إلى کيفية التعبير في خطبة الجمعة عن المعاني، والمشاعر، والأحاسيس، والمواجيد بأمور ثلاثة : بالصوت المسموع، واللفظ المُتَفَوَّه به، والإشارة أو حرکات الجسم والجوارح، وهي مکونات الإلقاء .
ولکل من الصوت، واللفظ، والإشارة عوامل معينة، إذا التزم الخطباء الدعاة بها، أفضى ذلک الالتزام إلى إجادة ونجاح إلقائهم في خُطَبهم، وقد بسطُّها في ثنايا البحث, وسبق ذلک تصديرُ البحث بذکر طرق تحصيل الإلقاء الجيد والناجح لخطبة الجمعة، وأهمية ذلک الإلقاء . وقد أقمت هذا البحث على عدد من المناهج العلمية التي تحفظ عليه موضوعيته وأکاديميته، وتُجَنَّبه الإنشائيةَ والعشوائية، وهي کالآتي : المنهج الاستقرائي : وفيه تَتَبَّعْتُ المادة العلمية الخاصة بهذا البحث من مظانها (مصادرها ومراجعها القديم منها والحديث)، وجمعتها في وحدة موضوعية، والمنهج الاستدلالي : وفيه استشهدت بنصوص من القرآن الکريم، والسنة النبوية، وأقوال بعض العلماء المتخصصين في هذا الفن، والتي تمثل قواعد منهجية لهذا الموضوع, المنهج الاستنباطي : ومن خلاله : حللت النقول من النصوص، وأقوال بعض العلماء والأدباء والخطباء تحليلا علميا موضوعيا , المنهج الوصفي: وفيه وصفتُ من خلال المشاهَدةَ والواقع حال بعض الخطباء الدعاة بصيغة العموم، دون تخصيص لأحد منهم بعينه، من حيث : جودة الإلقاء ونجاحه، ورداءته وفشله, وأما النتائج والتوصيات التي توصلت إليها :
1 – إن الإلقاء يمثل لخطبة الجمعة أهمية قصوى وعظمى، فهو الذي يبث الحياة في الخطبة حيث ينقلها إلى حيز الوجود من بين صفحات الکتب، فبدون الإلقاء لا تکون خطبة جمعة، وتظل حبيسة الأسفار والأرفف، دفينةً بينها، وأشبه ما تکون بالموتى، إنه لخطبة الجمعة کالوقوف بعرفة بالنسبة لفريضة الحج دون مبالغة .
2– إن إجادة ونجاح إلقاء خطبة الجمعة بشقَّيْه الصوتي واللفظي والإشاري يحتاج من الخطيب إلى : استعداد فطري، ورقي ذوق، ودُرْبة ومِران، وإجادةٍ للغة العربية بآدابها وبلاغتها، وصوتياتها، ومطالعة لکتب الفصحاء والبلغاء، والأدباء، وتلک هي طرق تحصيله، فضلا عن التزام الخطيب بضوابط استعمال الإشارة.
3 – ضرورة قيام وزارة الأوقاف، وإدارة الوعظ بدورات تدريبية للأئمة والوعاظ على الإلقاء الخطابي، يُحاضر فيها :
أ – أساتذة الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف .
ب- والدعاة والوعاظ الذين لهم دور بنَّاء في الدعوة إلى الله تعالى، وإلى دينه، المشهود لهم بالکفاءة .
ج – أساتذة اللغة العربية وآدابها، والصوتيات أو فقه اللغة بجامعة الأزهر الشريف
4 – يجب العناية بالدراسة العملية لخطبة الجمعة في المرحلة الجامعية بسنواتها الدراسية في الکليات الدينية والعربية، بقدر العناية بدراستها النظرية.
الکلمات المفتاحية: خطبة الجمعة، الإلقاء، الخطيب، الأسلوب، النطق، الإشارة, اللفظ.