الأحـــــوال وموقف الأشاعرة منها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الأزهر

المستخلص

تعد مسألة الأحوال من أکثر المسائل التي أثارت جدلا بين المتکلمين وتفاوتت فيها أحکامهم بين الإثبات والنفي وخاصة بين علماء الأشاعرة الذين اهتموا بهذه المسألة وأفردوا لها مباحث في مؤلفاتهم لأجل إثباتها وإقامة الأدلة عليه أو نفيها وإقامة الأدلة عليه والرد على من أثبتها، حتى وجدنا بعضهم يتردد بين إثباتها تارة ونفيها أخرى، وکان أول من قال بإثبات الأحوال هو أبو هاشم الجبائي والعلاف المعتزليين لتبرير العلاقة بين ذات الله وصفاته حيث ذهب المعتزلة إلى نفي وجود صفات قديمة قائمة بذاته تعالى زائدة عليها وخالفهما جمهور المعتزلة في إثبات هذه الأحوال.
وهذه المسألة تترتب على إثباتها عدة مسائل أخرى کإثبات الصفات المعنوية لله وإثبات الأحوال المعنوية ضمن المعقولات وزيادة الأحوال في أقسام الأمور.
وفي هذا البحث ألقي الضوء على هذه القضية التي شغلت أذهان الأعيان من المتکلمين، مع بيان موقف علماء الأشاعرة منها، ومناهجهم في دراستها ومناقشتها، وعنوانه: (الأحوال وموقف الأشاعرة منها).
ويهدف البحث إلى التعرف على موقف علماء الأشاعرة من مسألة الأحوال ومن أثبتها منهم ومن نفاها وأدلة کل من الفريقين، والرأي الراجح.
وقد اتبعت في هذا البحث المنهج الوصفي، والمنهج الاستردادي، والمنهج الاستنباطي، والمنهج الاستقرائي، والمنهج النقدي، حيث قمت بعرض المسألة عند المتکلمين وتاريخ ظهورها والقائلين بها والمنکرين لها، واستنباط المواقف المختلفة منها، وتتبعت أدلة إثباتها وأدلة نفيها، کما ذکرت أوجه النقد التي وجهت لها.
وقد توصلت من خلال هذا البحث إلى عدة نتائج کما يلي:
أولا: أن الحال عند من أثبتها هي عبارة عن الواسطة بين الموجود والمعدوم، ولهذا السبب أنکرها من أنکرها لأنهم قالوا باستحالة هذه الواسطة.
ثانيا: أن أول من قال بالأحوال هو أبو هاشم الجبائي من المعتزلة، وتبعه أنصاره الذين يسمون البهشمية، وقال بها بعده من الأشاعرة أبو بکر الباقلاني، وأبو المعالي الجويني على خلف منهما.
ثالثا: أن من أثبت هذه الأحوال أثبت لله تعالى ما يسمى بالصفات المعنوية، ومن نفاها نفاها.
رابعا: أن موقف جمهور الأشاعرة في المجمل هو نفي الأحوال، وقد کان لهم جهد عظيم في الرد على أدلة المثبتين وتفنيدها، وکذلک في صياغة الأدلة على بطلان القول بها.
خامسا: أن الرأي المشتهر والمستقر عند الأشاعرة هو إنکار الأحوال حتى قال قائلهم: "الحق ألا حال، وأن الحال محال".
کما يوصي البحث بما يلي:
1-       المزيد من الاهتمام بالدراسات الکلامية التي تبحث في مثل هذه المسائل الدقيقة.
2-       التخلي عن التعصب والهوى وکل ما يؤثر على موضوعية البحث العلمي خاصة في الدراسات الکلامية والفلسفية.
3-       الغوص في دوافع الآراء الکلامية عند أصحابها لفهم حقيقتها والوقوف على مقاصدها ومراميها.
الکلمات المفتاحية: الأحوال - الأشاعرة - المعتزلة - الإثبات - النفي - صفات المعاني