أســـلوب التمنـي فــي القرآن الکريم بأداته الأصلية ليت دراسة تحليلية موضوعية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الأزهر

المستخلص

يهدف البحث إلى دراسة أسلوب التمني في القرآن الکريم بأداته الأصلية ليت ، وقد  بينت معناه العام والذي هو طلب حصول الشيء على سبيل المحبة، والشيء المطلوب يکون في التمني دائما غير متوقع، ويدخل فيه ما لا سبيل إلى تحقيقه، فإذا کان المطلوب الممکن متوقعا، کان الکلام ترجيا والعبارة عن ذلک تکون بـ (لعل وعسى)، فإذا قلت: ليت زيدا يجيء، کان وراء ذلک إحساس بأن مجيء زيد من الأمور المتوقعة.
فالفرق بين التمني والترجي في المطلوب الممکن، أما غير الممکن فلا يأتي فيه الترجي، إن المعاني التي نعدها من باب التمني ذات طبيعة خاصة، فهي من المعاني التي تتعلق وتشتاق إليها النفوس، سواء أکانت بعيدة أو مستحيلة، ثم إن البعد فيها ربما لا يکون بعدا بالنسبة للواقع أو العقل، وإنما هو بعد من حيث إحساس النفس به ، نقول: ليتني أفعل کذا أو أقدر عليه، أو ليتني ألقى فلانا، فتفيد بذلک أنک تحس ببعد هذا الفعل أو هذه القدرة ،أو هذا اللقاء، وقد يکون ذلک کله غير بعيد في واقع الأمر أو عند غيرک، ولکن شدة رغبتک فيه أوهمتک أنه مستبعد- فقد يغلب على النفس الإحساس باليأس، فتستبعد القريب، وقد يغلب الشعور بالأمل فيقرب البعيد.
وإن کان هناک أدوات تخرج عن معانيها الأصلية ، وتستعمل في معاني أخرى فإننا لا نجد الأمر کذلک في أداة التمني الأساسية " ليت " فالبلاغيون لم يتکلموا على إفادة ليت معنى غير معنى التمني وذلک إنما يدل على عراقة هذه الأداة في أسلوب التمني .
(ليت) هي الأداة الأصلية الموضوعة للتمني بإجماع ، ومعناها أتمني.
وقد کانت دراستي في هذا البحث متوجهة صوب هذه الأداة الأصلية إذ ورد التمني بهذه الأداة _ ليت_ في القرآن في أربع عشرة آية ، حاولت من خلالها الکشف عن المراد من التمني والغرض منه وسوف أستفيض في الحديث عنها فيما بعد .
الکلمات المفتاحية: التمني، ليت، أداة، أسلوب، معاني، القرآن الکريم.